تعتبر زراعة الموالح في مصر من الزراعات التي تعتبر ذات معدل مرتفع حيث تتوافق التربة ودرجة الأملاح بداخلها مع هذه المحاصيل بشكل جيد ومع ظهور الزراعة الحديثة التي تتم داخل بيوت محميه فأن هذه النسبة ازدادت بشكل ملحوظ من خلال حمايتها وتوفير البيئة الصالحة لها من خلال التحكم في درجات الحرارة المطلوبة ونسبة رطوبة التربة ونسبة الأملاح التي تقوم بتغذية النبات بالإضافة إلى توفير كميات المياه اللازمة للري ومن أفضل أنواع الموالح من الفاكهة التي تم زراعتها داخل البيوت المحمية الزراعية هو صنف المانجو واليوسفي حيث أظهرت النتائج النجاح الذي تم تقديمه من إنتاج هذان المحصولان المهمين في بيوت البلاستيكية الزراعية.
أولا التعرف على زراعة المانجو :
ومن خلال البدء في زراعة المانجو فيتم استخدام بيوت محميه بمساحة تقدر 700 متر مربع وذلك من نوع البيوت المحمية التي يتم تغطيتها بالثيران حيث يتم بداخلها زراعة حوالي 175 شجرة من المانجو وذلك من الأصناف المتقزمة وخاصة صنف الكيت وتم توزيعهم بالتساوي في هذه المساحة، حيث أن المحصول كان جيد جدا من حيث كمية الإنتاج ومن حيث المواصفات والتي بلغت الإنتاجية الكلية لعدد أشجار المانجو إلى طن ونصف تقريبا من المانجو.
كما كانت ثمار المانجو جيدة ونظيفة وخالية من الأتربة والحشرات الدقيقة التي كانت تصيبها بشكل مستمر عند زراعتها في الحقول المكشوفة، ويرجع ذلك على أن بيوت محميه لزراعة المانجو تساعد على تأثير انخفاض وارتفاع الحرارة وذلك أثناء فترتي الأزهار والعقد بالإضافة أيضًا إلى تقليل تساقط الثمار وحمايتها من الرياح الساخنة ولسعة الشمس الحارقة التي كانت تؤثر بشكل كبير على جودة ثمار المانجو.
كما أن الزراعة داخل بيوت البلاستيكية مجهزة لمحصول المانجو تمتلك تناسق في نمو النبات من خلال دخوله مرحل التزهير في نفس الوقت مما يساعد على تحقيق سهولة تجانس إجراء عملية الخدمات التي يحتاج إليها الزرع في كل مرحلة.
ثانيا زراعة اليوسفي في الصوب :
تتم زراعة أصناف مختلفة من اليوسفي داخل بيوت محميه زراعية والتي تتمثل في يوسفي فيرمونت ويوسفي ميركوت والتي تتم غرس الأشجار الخاصة بها داخل الصوب على مساحة تقدر بحوالي سبعمائة متر مربع حيث يتم فيها زراعة ما يقرب من مائة شجرة داخل الصوب الواحد، ونجد أن النمو الخضري لأشجار اليوسفي بمختلف أنواعه يكون مبكر حيث أنه يسبق ما يتم زراعته في الأراضي المكشوفة وذلك بسبب الدفيء الذي يحصل عليه النبات والموجود داخل بيوت محميه والذي يساعد على تشجيع الخروج المبكر لنمو النبات الجديد مما يساعد في نفس الوقت على تحسين زيادة نمو أشجار اليوسفي في اقل فترة ممكنة لزراعته المعروفة.
حيث بلغ إنتاج محصول اليوسفي من خلال زراعته داخل بيوت البلاستيكية إلى حوالي من اثنان إلى اثنين ونصف طن للصوب الواحدة والتي يتم فيها زراعة مائة شجرة وفي حين يتم إنتاج اليوسفي من الأراضي المكشوفة والتي تتم بنفس الخدمات والوقت نفسه للزراعة إلى حوالي 3/4 طن تقريبا ونجد أن هناك فرق شاسع بين إنتاج المحصولين كما أن الزراعة المكشوفة تعرض المحصول إلى التساقط بسبب حرارة الشمس ولسعتها التي تؤثر على النبات وكذلك تعرضها إلى الأمراض والحشرات بسبب زراعتها في التربة المكشوفة، وكل هذه العوامل يشجع بشكل كبير على استخدام الصوب في زراعة الفاكهة وخاصة الموالح حتى نحصل على هذه الزيادة الإنتاجية الهائلة والتي تساعد على سد الحاجة السكانية من محاصيل الفاكهة وتخفيض أسعارها من خلال توفيرها في الأسواق بكميات كبيرة وكافية.