الدرس الثالث ( التأثيرات البيئية العامة على الحيوانات الزراعية )
كاتب الموضوع
رسالة
admin Admin
عدد الرسائل : 381 العمر : 35 احترام قوانين المنتدى : تاريخ التسجيل : 28/01/2009
موضوع: الدرس الثالث ( التأثيرات البيئية العامة على الحيوانات الزراعية ) الجمعة مارس 26, 2010 12:33 pm
الثالث
التأثيرات البيئية العامة على الحيوانات الزراعية The General Environmental Effects at Farming Animal
هناك العديد من العوامل البيئية التي تتحكم بها الطبيعة أو يتحكم بها الإنسان وتؤثر على نتائج العمل في مجال رعاية الحيوان، وفي السنوات الأخيرة زاد اهتمام العلماء بالأبحاث التي تستهدف فهم كيفية تأثير العوامل البيئية على الحيوانات الزراعية. اتحدت جهود العلماء تربية ورعاية الحيوان مع جهود علماء من اختصاصات أخرى لتطوير علم المناخ البيولوجي الذي يختص بدراسة العلاقات الداخلية المتبادلة، المباشرة وغير المباشرة بين العوامل البيئية والحيوانات الزراعية.
أولاً: تنظيم درجة حرارة الجسم: تعد الحيوانات الزراعية من ذوات الدم الحار Hemotherms ويعني ذلك أن درجة حرارة جسم الحيوان الزراعي يجب أن تبقى في مجال معتدل ضيق للحصول على أفضل إنتاج منه. ولتحقيق ذلك يجب على الحيوان أن يحافظ على الميزان الحراري Thermal Balance بين الحرارة التي تنتج من جسمه، والحرارة التي يكتسبها من البيئة من جهة وبين الحرارة التي يفقدها من جهة أخرى. ويلاحظ أن الحرارة تتحرر من الجسم بعدة طرق، وتفقد كمية قليلة من الحرارة عن طريق الروث والبول، إلا أن الفقد الأساسي للحرارة يكون عن طريق الإشعاع والتوصيل والنقل والبخر.
1. الإشعاع: Radiation يجري فقد الحرارة من الجسم عن طريق الإشعاع عندما تكون حرارته أعلى من حرارة السطوح المحيطة به. ويتأثر هذا الفقد بمساحة سطح الجسم، وقدرته على التخلص من الحرارة، وموقع الحيوان وسلوكه. فمثلاً يقل الفقد الحراري بواسطة الإشعاع عندما تتجمع الحيوانات بقرب بعضها البعض، ومن الناحية العلمية يجب تجنب استخدام الأسطح الساخنة في الصيف لأنها تعيق فقد الحرارة بالإشعاع من الحيوان، مما يزيد من إجهاده الحراري، بينما يؤدي وجود الأسطح الباردة في الشتاء بجانب الحيوان إلى زيادة فقده الحراري بالإشعاع.
2. النقل: Convection هو انتقال القدرة الحرارية بحركة دائرية وذلك عندما تكون الفروق بين درجة حرارة جسم الحيوان وبيئته متباينة. وإن الفقد الحراري بواسطة النقل مرهون بسطح جسك الحيوان، ودرجة حرارته، ودرجة الوسط المحيط به، وحركة الهواء فوق السطح. ويتمثل الخطر في تعرض الحيوان للتيارات الهوائية الباردة في الشتاء لأنه يؤدي إلى تشتيت حرارة الجسم بشكل كبير. وعلى العكس من ذلك تؤدي حركة الهواء الزائدة إلى تخفيف الإجهاد الحراري عن الحيوان في الجو الحار صيفاً.
3. التوصيل: Conduction ينشأ الفقد بالتوصيل من اتصال جسم الحيوان مع الأسطح المتنوعة المحيطة بالحيوان، وتعتمد قيمة هذا الفقد على درجة حرارة السطح ومساحته ومقدار توصيله الحراري. ومن الضروري قدر الإمكان تقليل الفقد بالتوصيل في الحظائر، وذلك بواسطة تأمين الفرشة المناسبة للحيوان على أرضية المربط، ووضع المواد العازلة حرارياً في أرضيات وجدرانها حسب البيئة المحيطة.
4. البخر: Evaporation يساعد الفقد الحراري الناتج عن البخر على تحمل الحيوان للإجهاد الحراري العالي حتى في حال عدم كفاية الطرق الأخرى للتخلص من حرارة الجسم الزائدة، أو في حال انعدامها كلياً. يلعب بخر الماء من الجلد دوراً قليل الأهمية عند الحيوانات الزراعية التي تتميز بقلة كثافة غددها العرقية، بالمقارنة مع بخر الماء من الأسطح التنفسية. ويعتمد بخر الماء من الجلد على درجة حرارة الهواء ودرجة رطوبته وحركته. أما البخر من الرئتين فيعتمد على درجة رطوبة هوائي الشهيق والزفير. ومما سبق يمكن الاستنتاج أن تنظيم درجة حرارة أجسام الحيوانات الزراعية يتم بطرق كثيرة. ففي الطقس الحار تفقد الحرارة من خلال رفع معدل التنفس الذي يزيد بخر الماء من الرئتين، وبخر الماء المطروح من الغدد العرقية في الجلد وزيادة استهلاك الماء. كما تعتمد الحيوانات إلى تبريد أجسامها عن طريق تجنب التعرض لأشعة الشمس والوقوف في الظل، وتقليل حركتها إلى الحد الأدنى، والإقلال من استهلاك الأعلاف. أما في الجو البارد فتعمد الحيوانات إلى زيادة معدل إنتاجها الحراري باستهلاك كميات أكبر من العلف، كما تزيد من عزلها ضد البرد بتخزينها كميات كبيرة من الدهن تحت الجلد، وتنشيط نمو الشعر الطويل الخشن، أو الصوف الناعم عند الأغنام. ويزداد إنتاج الحرارة في حال زيادة تأثير البرد بواسطة الرجفان. وقد تعتمد بعض الحيوانات إلى الانكماش لتقليل سطح الفقد الحراري.