من خلال الملاحظة توصل الإنسان أن لكل كائن من الكائنات الحية الخصائص التي يتميز بها عن غيره من الكائنات الأخرى وإن النباتات تعد أحد أهم أشكال هذه الكائنات التي تمتلك العديد من القدرات التي تجعلها تعيش في ظروف مختلفة مثل البرودة أو الحرارة المرتفعة فهناك بعض النباتات التي لا تتعايش إلا مع الجو الاستوائي الحار وهناك البعض الأخر الذي لا يستطيع العيش إلا في قمم الجبال الباردة وقد تمكن الإنسان من ابتكار بيوت محمية والتي يمكن من خلالها تقسيم النباتات إلى مجموعة من الأقسام وذلك على حسب البيئة التي تعيش فيها حيث يوجد النباتات الشتوية مثل السلق أو القرنبيط وهي نباتات تتمكن من تحمل درجات الحرارة المنخفضة ونباتات صيفية مثل الخيار والبندورة وهي التي تتمكن من تحمل درجات الحرارة المرتفعة حيث أنه من خلال بيوت محمية مع الروضة للبيوت المحمية تمكن الإنسان من زراعة النباتات في غير أوقاتها المناسبة.
حيث أنه مع التقدم العلمي تمكن الإنسان من التعرف على احتياجات النباتات مع درجات الحرارة والرطوبة المناسبة من مما جعله يتمكن من توفير الأجواء الصناعية المناسبة لهذه النباتات التي يمكن من خلالها الحصول على المحاصيل طوال العام وبهذا تمكن الإنسان من إقامة الزراعة العلمية محل الزراعة التقليدية.
تطور الزراعة في بيوت محمية
تطورت عملية الزراعة في بيوت محمية من إنتاج شتلات الخضروات وزراعة البذور داخل مجموعة من الأحواض في اتجاه واحد معين بالصورة التي يستطيع الإنسان من خلالها الاستفادة من الأشعة الشمسية طوال فترة النهار وذلك خلال أيام الشتاء وفي الليل يتم تغطية النباتات بالسماد العضوي الذي يعطيها الدفء بالإضافة إلى تغطية الأحواض بجذوع الأشجار الصغيرة مع الأعشاب البرية التي تعمل على تجنب وصول الحرارة المنخفضة إلى جانب إشعال الوقود بالقرب م للنباتات حتى يتم منع تكون الصقيع.
ثم مع الوقت تم تطوير بيوت محمية بأن يتم وضع الألواح الزجاجية بديلا للإعشاب بالصورة التي ساعدت في الحصول على محاصيل جيدة النمو ومن خلال استخدام الزجاج في البداية والحصول على نتائج غير متوقعة وغير مسبوقة فانتشرت بيوت محمية زجاجية وتم استخدامها للعديد من الأغراض مثل التهجين والتربية لبعض أنواع النباتات بالإضافة إلى أنه تطورت الأجهزة والمعدات التي يتم استخدامها.
ولكن مع ارتفاع تكاليف بيوت محمية زجاجية أدى هذا إلى أن الإنسان تمكن من تطويرها عن طريق استخدام البلاستيك وذلك خلال عام 1955 في الولايات المتحدة وانجلترا ومنذ ذلك الوقت بدء العمل على استخدام البيوت البلاستيكية لزراعة عدد كبير من أنواع الزهور والمحاصيل حيث توصل العلماء إلى إمكانية استبدال الزجاج بالبلاستيك ثم بعد ذلك تم تطوير بيوت محمية من البلاستيك حيث أصبح هناك البيوت البلاستيكية المتنقلة والبيوت المحمية الثابتة والتي أدت إلى الإنتاج الكثيف للعديد من المحاصيل.
وأصبح استخدام البيوت البلاستيكية يتم في عدد كبير من دول العالم خاصة في دول أوروبا التي توجد على البحر المتوسط إلى جانب دول الشرق الأوسط التي يوجد فيها المناخ المعتدل حيث أن الزراعة في البيوت البلاستيكية تعتمد عليها هذه الدول بشكل كبير في إنتاج العديد من الخضروات والزهور بشكل أساسي حيث أنها تعمل على الحصول على المحاصيل الزراعية وتصدير الفائض إلى دول شمال أوروبا.
وتقدر الزيادة السنوية في استخدام بيوت محمية بلاستيكية في العديد من دول أوروبا مثل ايطاليا وفرنسا واسبانيا إلى ما يزيد عن 20% ودخلت الزراعة في البيوت المحمية إلى دول العالم العربي بداية من عام 1976 وهي كذلك في تطور مستمر.